للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المفعول؛ أي: فاعلون العكوفَ لأجلها، وهو اللُّزوم لأمرٍ من الأمورِ، أو لتضمُّنِ العكوف معنى العبادة؛ لزيادة التَّوبيخِ، ويعضده ما في جوابهم (١) من قولهم: ﴿لَهَا عَابِدِينَ﴾

* * *

(٥٣) - ﴿قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾.

﴿قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾ جوابٌ عن التَّوبيخ بأنَّه طريقة أسلافنا، ما أحدثناها.

ولَمَّا ضمَّنوا جوابهم دعوى سواءِ (٢) طريقهم بالإسناد إلى الآباء والأجداد، ردَّ عليهم حيث:

(٥٤) - ﴿قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

﴿قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ﴾ تأكيدٌ للمتَّصل في ﴿كُنْتُمْ﴾ ليصحَّ العطفُ عليه.

﴿وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ مستقرُّون في ضلالٍ ظاهر.

والتَّأكيد بالقسم ووصفُ الضَّلال بالمبين؛ لإفادة وضوح استقرار المقلِّدين في ضلالٍ لا يخفى على مَن له أدنى عقلٍ؛ لعدم تمسُّك الفريقَيْن بدليلٍ، والتَّقليد في الأصول غير جائزٍ أصلاً، وفي الفروع إنَّما يجوز لمن علم في الجملة كونَ المقلَّدِ على الحقِّ.

* * *


(١) في (ك): "جوابه".
(٢) في (ف) و (ك): "لرد"، والمثبت من (م)، ورسمها في (س) قريب من (م).