للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٥٥) - ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ﴾.

﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ﴾ لاستبعادهم تضليلَه إيَّاهم وآباءَهم، حسبوا أنَّه إنَّما قال ما قال (١) على وجه المزاح والملاعبة، فقالوا: أبجدٍّ تقولُ أم أنت لاعبٌ؟

وإنَّما غيَّروا النَّظم بإدخال الهمزة على الجملة الفعلية وقرينتها الجملة الاسميَّة لتوطينهم (٢) أنفسَهم على أنَّه من اللَّاعبين، ورسوخِ ذلك الاعتقاد عندهم، وأمَّا القِسْمُ الأول فلم يثبت عندهم فأظهروا أنَّه إنْ ثبتَ فشيء اختلجَ في ظنِّه.

* * *

(٥٦) - ﴿قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾.

﴿قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ﴾ إضراب عن كونه لاعباً بإقامة البرهان على ما ادَّعاه.

والضَّمير في ﴿فَطَرَهُنَّ﴾ لـ ﴿السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾؛ أي: أنشأهنَّ من غير شيءٍ، أو لـ ﴿التَّمَاثِيلُ﴾، وهو أَدخَلُ في تضليلهم وإلزام الحجَّة عليهم، فكأنه قيل: إنَّه تعالى خالقٌ وهنَّ مخلوقُه، فأنَّى يُعبَد المخلوق ويُجحَدُ الخالق! ﴿وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ﴾ المذكور من التَّوحيد.


(١) "ما قال" سقط من (ك).
(٢) في (ف): "لتوطنهم".