للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾؛ أي: من المحققِّين له؛ لأنَّ الشَّاهد هو الذي تحقَّق لشَّيءَ وحققَّه، كأنَّه قال: وأنا أحقِّق ذلك وأُثْبته بالبرهان، لستُ مثلكم فأقولَ ما لا أقدر على إثباته (١) بالحجَّة، وأتمسَّكَ بالتَّقليد كما تمسَّكتم به.

* * *

(٥٧) - ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾.

﴿وَتَاللَّهِ﴾ قرئ بالباء على الأصل (٢)، والتَّاء بدل من الواو المبدلة منها.

والتَّاء في القَسَم تفيد معنى التَّعجب من المقسَم عليه، كأنَّه تعجَّب من تسهُّل ذلك الأمر الصَّعب على يده، ولهذا عبَّر عنه بالكيد المشتمِل على نوعٍ من الحيل.

﴿لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ الكيدُ: الاحتيال في وصول الضَّرر إلى المَكيد.

﴿بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾: بعد (٣) ذهابكم عنها.

وعن قتادة: أنَّه قال ذلك سرًّا (٤).

وقيل: سمعه رجلٌ واحدٌ (٥).

فلمَّا ذهبوا بقي إبراهيم فكسر الأصنام، فالفاء في قوله:


(١) في (ف): "ثباته".
(٢) نسبت لمعاذ بن جبل. انظر: "الكشاف" (٣/ ١٢٢)، وزاد في "البحر المحيط" (١٥/ ٢٣٩): الإمام أحمد.
(٣) في (م): "يعني".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٢٩٣).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٢٩٣) عن مجاهد.