للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٨٨ - ٨٩) - ﴿قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾.

﴿قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾: مالكيتُه ومدبِّريَّته.

قيل: الملكوتُ: الملك، والواو والتَّاء للمبالغة، فينبئ عن عظم الملك.

﴿وَهُوَ يُجِيرُ﴾: وهو يغيثُ مَن يشاءُ، مِن أجرْتُ فلانًا على فلان: إذا أغثته منه ومنَعْته (١).

﴿وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ﴾: ولا يغيثُ أحدٌ منه أحدًا، وتعديته بـ (على) لتضمُّنه معنى النُّصرة.

﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ تُخدَعون فتُصرَفون عن توحيده وطاعته مع ظهور الأمر وتظاهر الأدلَّة.

وهذه الأسوِلة (٢) استهانةٌ بهم، وتقريرٌ لفرط جهالتهم في الأمور الدِّينيَّة، حيث جَهِلوا مثلَ هذا الجليِّ الواضح، وإلزامٌ بما لا يمكن مَن له أدنى مُسْكَةٍ مِن العلم إنكارُه، ولذلك أخبر عن جوابهم قبل أن يجيبوا بقوله: ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ لأنَّ العقل الصَّريح قد اضطرهم إلى الإجابة بما أجابَ، فلا يمكن لعاقلٍ (٣) أن يجيب بجواب آخر.

ثمَّ إنَّه رُوعِيَ في السُّؤالِ قضيَّة التَّرقي، فسئل عمَّن له الأرض وما فيها، ثمَّ سُئِلَ عمَّنْ له السَّماوات والعرش العظيم، والأرض بالنِّسبة إليه كلا شيءٍ، ثمَّ سُئِلَ


(١) في (ك): "أعنته" بدل "أغثته منه ومنعته"، وفي (ف): "أعنته منعه ومنعته".
(٢) في (ك): "الأسئلة".
(٣) في (ف) و (ك): "عاقل"، وفي (م) و (ع): "عاقلًا"، والمثبت من (ي).