للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمَّنْ بيدِه ملكوتُ كلِّ شيءٍ، فأُتي بأعمِّ العامِّ وكلمةِ الإحاطة، وأُوثر الملكوت وهو الملك الواسع، وقيل: ﴿بِيَدِهِ﴾ تصويرًا وتخييلًا.

وكذلك روعي هذه النُّكتة في الفواصل، فعبِّر أولًا بعدم التَّذكُر، فإنَّ أيسر (١) النَّظر يكفي في انحلال عقدهم، ثمَّ بعدم الاتقاء (٢)، وفيه وعيدٌ، ثمَّ بالتَّعجُّب مِن خَدْع عقولهم فتخيِّل (٣) الباطل حقًّا والحقَ باطلًا، وأنَّى لها التَّذكُّر والخوف.

* * *

(٩٠) - ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾.

﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ﴾: بالتَّوحيد، واستحالةِ نسبة الولد والشَّريك إليه.

﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ حيث أنكروا ذلك، وادَّعوا أنَّ له ولدًا ومعه شريكًا.

* * *

(٩١) - ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾.

﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ﴾ لتقدُّسه عن مماثلة أحدٍ.

﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ﴾ في الوجود ﴿مِنْ إِلَهٍ﴾ يساهمه في الألوهية.


(١) في (ف) و (م): "أسير"، وفي هامش (م): "لعله يسير". والمثبت من باقي النسخ، وهو الموافق موافق لما في "روح المعاني" (١٨/ ١٣١)، والكلام منقول من "الكشف" كما صرح بذلك الآلوسي.
(٢) في (ف) و (ك) و (م): "الإيفاء"، والمثبت من (ع) و (ي) والمصدر السابق.
(٣) في (ك): "بنخيل"، وفي (م): "بتخييل"، والمثبت من (ع) و (ف) و (ي) والمصدر السابق.