للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٥) - ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾؛ أي: القذفِ ﴿وَأَصْلَحُوا﴾ أحوالهم بالاستسلام للحدِّ أو الاستحلال عند (١) المقذوف، استثناءٌ من الفاسقين، ويدلُّ عليه تعليل الاستثناء بقوله:

﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾؛ أي: يغفر ذنوبهم ويرحمهم، والشافعيُّ جعل جزاء الشرط الجملتين أيضًا، وجعل الاستثناء متعلِّقًا بالجملة الثانية، وحقُّ المستثنى عنده أن يكون مجرورًا بدلًا من (هم) في (لهم)، وحقُّه عندنا أن يكون منصوبًا لأنَّه عن مُوجَبٍ تامٍّ.

* * *

(٦) - ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾.

﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾ هذا بيان حكمِ قذف الزوجات بالزنى ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ﴾ يَشهدون لهم به ﴿إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ بدلٌ من ﴿شُهَدَاءُ﴾ أو صفةٌ لهم على أن (إلَّا) بمعنى (غير).

﴿فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ﴾ قرئ بالرفع على أنه خبر، والمبتدأ ﴿فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ﴾ وبالنصب (٢)؛ لأنَّه في حكم المصدر بالإضافة إلى المصدر، وهو: ﴿شَهَادَاتٍ﴾ والعامل فيه المصدر الذي هو ﴿فَشَهَادَةُ﴾، وعلى هذا خبرُه محذوفٌ تقديره: فواجبٌ شهادةُ أحدِهم أربعُ شهادات.


(١) في (ع) و (ف) و (ك) و (م): "عن"، والمثبت من (ي).
(٢) قرأ بالرفع حفص وحمزة والكسائي، وقرأ الباقون بالفتح. انظر: "التيسير" (ص: ١٦١).