للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالقدرة، وهو الماشي بغير آلةِ مشي، ثم الماشي على رجلين، ثم الماشي على أربعٍ.

وفيه نظرٌ؛ لأن مبناهُ الغفولُ عن أنَّ المشي في الأول مستعارٌ للزحف.

﴿يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فيفعل ما يشاء.

* * *

(٤٦) - ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ﴾ للحقائق بأنواع الدلائل ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ بالتوفيق للنظر فيها والتدبُّر لمعانيها ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ هو دينُ الإسلام الذي يُوصِل إلى جنته، والآياتُ لإلزام حجته.

لمَّا ذَكر إنزال الآيات ذَكر بعدها افتراقَ الناس إلى ثلاث فرق:

فرقة صدَّقت ظاهرًا وكذَّبت باطنًا وهم المنافقون.

وفرقة صدَّقت ظاهرًا وباطنًا وهم المخلصون.

وفرقة كذَّبت ظاهرًا وباطنًا وهم الكافرون، على هذا الترتيب، فبدأ بالمنافقين فقال:

(٤٧) - ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾.


= لمشيه بغير آلة.
أما "الكشاف" ففي مطبوعه: (أعرق) بالقاف، ومثله عند النسفي، وعند الطيبي: (أعرف) بالفاء.
انظر: "الكشاف" (٣/ ٢٤٧)، و"فتوح الغيب" (١١/ ١٢٠)، و"تفسير النسفي" (٢/ ٥١٢)، و"حاشية الشهاب" (٦/ ٣٩٣).