للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ﴾ بألسنتهم ﴿وَأَطَعْنَا﴾ الله والرسولَ ﴿ثُمَّ يَتَوَلَّى﴾؛ أي: يُعرِض عنهما، فإن الإعراضَ عن الرسول بعدم إطاعته في أوامره إعراضٌ عنه تعالى ﴿فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾: بعد قولهم هذا.

وفائدةُ (ثم) الاستبعاد؛ إظهارًا لقُبح صنيعهم.

﴿وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ الإشارة إلى القائلين بأَسرهم، فيكون إعلامًا من الله تعالى بأن جميعهم وإن آمنوا بلسانهم لم يؤمنوا بقلوبهم، لاشتراكهم في فساد الاعتقاد وظهور الإعراض، وإن كان من بعضهم فالرضا به من كلِّهم.

أو إلى الفريق المذكور خاصةً، وإنما أتى بالواو دون الفاء؛ لأن عدم إيمانهم ليس لتولِّيهم، بل الأمر بالعكس، والتعريف للدلالة على أنَّهم ليسوا بالمؤمنين الذين عرَفْتَهم (١)، وهم المخلصون في الإيمان أو الثابتون (٢) عليه.

ومرجعُ العهد إلى وصف الإيمان الخالص، ولِمَا فيه من التنصيص على نفي ذلك الوصفِ عنهم لم يقل: وما أولئك من المؤمنين؛ لِمَا فيه من احتمالِ أن يرجع العهد إلى الموصوفين به، إذ لا يلزم من عدم كونهم من المعروفين بذلك الوصفِ أن لا يكون موصوفًا به أصلًا.

* * *

(٤٨) - ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ﴾.

﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ الدعوة إلى الرسول ، وذِكْرُ الله


(١) في هامش (ف): "يعني أن التعريف للعهد لا للجنس لأنهم من جنس المؤمنين. منه".
(٢) في (ف) و (ك): "والثابتون".