﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ﴾: أَلم تنظر إلى صُنع ربِّك وقُدْرته ﴿كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾؛ أي: بَسَطه فعمَّ الأرضَ؛ وذلك من حينِ طلوع الفجر إلى وقتِ طلوع الشمس في قول الجمهور، ولأنَّه ظلٌّ ممدودٌ لا شمس معه ولا ظُلْمة، وهو أطيب الأحوال، فإنَّ الظُّلْمة الخالصة تُنفِّر الطبع وتسدُّ النظر، وشعاعَ الشمس يُسخِّن الجوَّ ويُبهِر البصرَ، ولذلك وَصَف به الجنة فقال: ﴿وَظِلٍّ مَمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠].
﴿وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾: ثابتاً دائماً لا يَزول ولا تُذهِبه الشمسُ، وفيه دليل على أنه تعالى يَفعل بالقدرة والاختيار لا بالإيجاب والاضطرار.