للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٧) - ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾.

﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ شبَّه ظلامَه الساترَ باللباس.

﴿وَالنَّوْمَ سُبَاتًا﴾: راحةً للأبدان بقطع المشاغل، وأصلُ السَّبْتِ: القَطْعُ، والنائمُ مسبوتٌ؛ لأنَّه انقطع عملُه وحركتُه.

﴿وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾: ذا نشور؛ أي: انبعاثٍ من النوم، كنُشُور الميت، أو يَنشُر فيه الخَلْقَ للمعاش.

وفي هذه الآية - مع دلالتها على قدرة الخالق - إظهارٌ لنعمته على خَلْقه، فإن في الاستجنان (١) بستر الليل فوائدَ دينيَّةٍ ودنيويَّة، وفي النوم واليقظة الشَّبِيهين بالموت والحياة عبرةً لمن اعتَبر.

* * *

(٤٨) - ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾.

﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ﴾ وقرئ على التوحيد (٢)؛ إرادة للجنس ﴿نُشُرًا﴾ ناشراتٍ للسَّحاب، جمع: نَشُور، وقرئ بالفتح على أنه مصدرٌ وصفت به، وقرئ: ﴿بُشْرًا﴾ تخفيف بُشُر (٣)، جمع: بَشُور، بمعنى مُبشِّر.


(١) في (ع) و (ي): "الاحتجاب"، وفي (ف): "الاستحباب". واضطرب رسمها في (م)، والمثبت من (ك).
(٢) قرأ بها ابن كثير، وقرأ الباقون بالجمع. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٥).
(٣) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: ﴿نُشُرًا﴾ بضم النون والشين، وابن عامر: ﴿نُشُرًا﴾ بضم فسكون، وعاصم: ﴿بُشْرًا﴾ بالباء، وقرأ الباقون: ﴿نُشُرًا﴾ بفتح فسكون. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٥).