للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٤) - ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.

﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ﴾ اللامُ مجازٌ عن العاقبة، وقيل: هي بمعنى التهديد.

﴿فَتَمَتَّعُوا﴾ على الأول أمرٌ للتهديد، كقوله: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ [فصلت: ٤٠]، والفاءُ للسببيَّة على تقدير شرط محذوف؛ أي: إذا أَصررتم على الشرك وتمادَيتم في الكفر فتمتعوا، وعلى الثاني عطفٌ على ﴿لِيَكْفُرُوا﴾، والالتفات مِن الغيبة إلى الخطاب؛ للمبالغة في التهديد.

﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ وبالَ تمتُّعكم.

(٣٥) - ﴿أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ﴾.

﴿أَمْ أَنْزَلْنَا﴾: ﴿أَمْ﴾ بمعنى (بل) والهمزةِ للإضراب عن الكلام السابق، والهمزة للاستفهام عن الحُجَّة استفهامَ إنكارٍ وتوبيخٍ.

﴿عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا﴾ التنكير للتعظيم، وفائدتُه الدلالة على أنَّ ما يَنزل في مثلِ هذا الأمرِ حقُّه أن يكون برهانًا عظيمَ الشأن واضحَ الدلالة، ولهذا عبَّر عن دلالته الواضحة بالنطق في قوله تعالى:

﴿فَهُوَ يَتَكَلَّمُ﴾ وأتى بالتفريعِ دون التوصيفِ.

﴿بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ﴾: بالأمرِ الذي بسببه يُشركون به تعالى في ألوهيَّته.

(٣٦) - ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾.