﴿إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾: قَنطُوا مِن الرحمة بالكلِّيَّة، وإنَّما جِيء بصيغة المضارع على حكاية الحال الماضية؛ استحضارًا لها، واستفظاعًا للقنوط، وتنبيهًا على أنَّ ذلك دَيْدَنُهم ماضيًا ومستقبلًا.
و ﴿إِذَا﴾ المفاجأة جوابُ الشرط، نائبٌ عن الفاء، لتآخيها في التعقيب.
ثم أَنكر عليهم بَطَرهم وقُنوطَهم؛ بأنَّهم قد علموا أنَّ الله هو الباسطُ القابضُ، فما لهم لا يشكرونه على نعمته، ولا يرجعون إليه تائبين (١) عن معصيته كالمؤمنين، حتى يعيدَ عليهم رحمتَه ويبسطَ عليهم نعمتَه.
وهذا ما أراد بقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ عبارةً وإشارةً.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ فيستدلُّون به على كمالِ القُدرة والحكمة.
لمَّا وبَّخهم على البَطَر والقُنوط، وعلَّق السيئةَ بارتكاب المعاصي والذنوب، حثَّهم على ما يجب عليهم، وأَوعد على ارتكاب ما حرَّم، وحرَّضهم على ما يجب أن يُفعَل في حال السَّعَة، ولذلك جاء بالفاء السببية، وقال: