للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ يرجو ثوابَ اللهِ، أو لقاءَه والعاقبةَ المحمودةَ، وهي نعيمُ الآخرة، أو أكَد أم اللهِ واليومَ الآخر خصوصًا.

ويجوزُ أن يكون ﴿يَرْجُو اللَّهَ﴾ مِن باب التَّوطئةِ، كما تقولُ: رجوْتُ زيدًا وفضلَه (١)؛ أي: فضلَ زيدٍ.

والرَّجاءُ هاهنا يجوز أن يكون بمعنى الأمل، وبمعنى الخوف.

و ﴿لِمَنْ كَانَ﴾ صفةٌ لـ ﴿حَسَنَةٌ﴾، أو صفةٌ لـ ﴿أُسْوَةٌ﴾، وقيل: بدلٌ من ﴿لَكُمْ﴾، كقوله: ﴿لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ﴾ [الأعراف: ٧٥]، والأكثر على (٢) أنَّ ضميرَ المخاطَب لا يُبدَلُ منه.

﴿وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ قرَنَ الرَّجاءَ بالذِّكرِ الكثيرِ المؤدِّي إلى ملازمةِ الطَّاعةِ؛ لئلَّا يكون رجاؤه طَمعًا فارغًا؛ فإنَّ المقتديَ برسول الله مَن كانَ كذلك.

* * *

(٢٢) - ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾.

﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ لأنَّهم وُعِدوا أنْ يُزَلْزَلوا (٣) حتى يستغيثوا ويستنصِروه في قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ الآية [البقرة: ٢١٤]، وفي قوله : "سيشتدُّ (٤) الأمرُ باجتماعِ الأحزابِ عليكم، والعاقبةُ لكُم


(١) في (ف): "فضله"، والمثبت من باقي النسخ و"الكشاف" (٣/ ٥٢٩).
(٢) "على" سقط من (م).
(٣) في (ك) و (م): "ينزلوا"، وفي (ف): "يتنزَّلوا".
(٤) في (ك) و (م): "سيشتد"، وفي (ف): "يستشهد".