للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليهم" (١)، وقوله : "إن الأحزاب سائرون إليكم بعد تسع أو عشر" - أي: في آخرِ تسعِ ليالٍ أو عشرٍ - فلمَّا رأوهم قد أقبلوا للميعاد قالوا ذلك (٢).

و ﴿هَذَا﴾ إشارة إلى الخَطْبِ أو البلاءِ، إيمانًا بالله وبوعدِه، وتسليمًا لقضائِه وقدرِه.

وإظهارُ الاسمَيْن في قولِه: ﴿وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ للتَّعظيمِ؛ أي: ظهرَ صِدْق خبرهما، أو صَدَقا في النَّصر والثَّواب كما صَدَقا في البلاء.

﴿وَمَا زَادَهُمْ﴾ ضمير الفاعل فيه لِمَا رأوا، أو لِلمُشَارِ إليه بـ ﴿هَذَا﴾ مِنَ الخَطْبِ أو البلاء.

﴿إِلَّا إِيمَانًا﴾ باللهِ ومواعيدِه ﴿وَتَسْلِيمًا﴾ لأوامرِه وتقاديرِه.

* * *

(٢٣) - ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.

﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ﴾ التَّنكير للتَّفخيم.

﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾؛ أي: صَدَقوا فيما عاهدوا عليه من الثَّبات مع الرَّسول، والمصابرة على قِتالِ أعداءِ الدِّين، فحذف الجارّ كما في المثل: صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ (٣)؛ أي: صَدَقَني في سِنِّ بَكرِهِ.


(١) ذكره البيضاوي في "تفسيره" (٤/ ٢٢٩)، ولم يتكلم عليه المناوي في "الفتح السماوي " (٣/ ٩٢٨).
(٢) قال ابن حجر: لم أجده. انظر: "الكاف الشاف" (ص: ١٣٣).
(٣) انظر: "الأمثال" لأبي عبيد (ص: ٤٩)، و"جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٥٧٥)، و"فصل=