للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (مُطْلِعونِ) بكسر النون والتَّخفيف (١)، على إرادة: مُطْلعونَ إيَّايَ، فوضع المتَّصل موضع المنفصل، كقوله:

هم الفاعلونَ الخيرَ والآمرونَهُ (٢)

وقيل: شبَّه اسمَ الفاعل في ذلك بالمضارع لِمَا بينهما مِن التآخي، كأنَّه قال: تُطلعونِ.

وهو ضعيفٌ لا يقع إلا في الشِّعر.

وعلى قراءة المضارع معناه: هل أنتم مطَّلِعون إلى القرين فأَطَّلِعَ أيضًا (٣).

فإنْ (٤) جعلتَ الإطلاع مِن أَطْلعه غيرُه، فالمعنى أنَّه شرَط في إطلاعه إطلاعهم لرعاية أدب المجالسة، وهو أنْ لا يستبدَّ بشيء دون جلسائه، فإذا قبلوه فكأنَّهم مُطْلعوه.

وقيل: الخطاب على هذا للملائكة؛ أي: أطلعوني على قريني أيُّها الملائكة، فأُطلعَ أصحابي من أهل الجنَّة عليه.

﴿فَرَآهُ﴾؛ أي: قرينَه ﴿فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾: في وسطها.


(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٨٥)، و"الكشاف" (٤/ ٤٥).
(٢) صدر بيت ذكره سيبويه في "الكتاب" (١/ ١٨٨"، والمبرد في "الكامل": (١/ ٩٧)، وصاحب "الخزانة": (٢/ ٤٥) الشاهد: (٩٥)، وذكروا أنه مصنوع. وعجزه:
إذَا مَا خَشُوا مِنْ مُحْدَثِ الأمرِ مُعظَمَا
(٣) هكذا جاء في نسخة خطية مضبوطة من "الكشاف" بالتشديد، لكن معنى المشدد والمخفف واحد كما بيَّن الزمخشري عقب ما تقدم من قراءات التخفيف والتشديد وقبل هذه العبارة حيث قال: (يقال: طلع علينا فلان، واطَّلع، وأَطْلَع، بمعنى واحد).
(٤) في (م) و (ع): "وإن".