للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خَصفَها (١) طَبقًا على طَبقٍ، أو جَمعُ طَبقٍ كجَملٍ وجِمالٍ، أو طَبقةٍ كثَمرةٍ وثمارٍ (٢).

صفة إنْ كان جمعًا، أو وصف بالمصدرِ، أو على: ذاتَ طِباقٍ، أو: طُوبِقتْ طباقًا (٣).

والخطابُ في قوله تعالى: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ﴾ لكلِّ أحدٍ؛ للتعجُّبِ العامِّ من التَّناسُب التامِّ في خَلقِهنَّ.

﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾: مِن اختلافٍ في الخِلقةِ، وقُرئَ: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ (٤) ومعنَى البِنائين واحدٌ؛ كالتَّعاهُدِ والتَّعهُّدِ، وحقيقةُ التَّفاوُتِ: عَدمُ التَّناسُبِ، كأنَّ بعضَ الشَّيء يَفوتُ بعضًا ولا يُلائِمهُ (٥).

وقوله تعالى: ﴿فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ﴾ مِن بابِ وَضعِ الكُبرى موضعَ النَّتيجةِ إثباتًا للحُكمِ بعلَّتهِ، وذلك أنَّ أصلَ الكلام: ما تَرى فيهنَّ من تفاوتٍ؛ لأنَّهُ مِن خَلقِ اللهِ تعالى، وما تَرى في خَلقهِ مِن تَفاوتٍ، وفي إضافتهِ إلى ﴿الرَّحْمَنِ﴾ إشعارٌ بأنَّ ذلك


= وقد وصف المضاف إليه في ﴿سَبْعَ بَقَرَاتٍ﴾، ووصف المضاف في هذه الآية، لاقتضاء كل ما يناسبه. انظر: "فتوح الغيب" (١٥/ ٥٣٥).
(١) في "ع": "وافقها".
(٢) في هامش "ب": "ومَن قالَ: كرحبةٍ ورِحابٍ فقَد سَها؛ لأنَّ طَبقةً بسكُونِ الباءِ غَيرُ مُستَعملةٍ". لكن ما جاء في "روح المعاني" (٢٧/ ٢٩٠) ينقضه حيث قال: ( … كرحبة بفتح الحاء … ). ويجوز فيها الفتح والسكون كما في "القاموس".
(٣) انظر: "الكشاف" (٤/ ٥٧٦) و"تفسير النسفي" (٤/ ٤٠٠).
(٤) بتشديد الواو من غير ألف قراءة حمزة والكسائي، والباقون بالألف وتخفيف الواو. انظر: "التيسير" (ص:٢١٢).
(٥) انظر: "الكشاف" (٤/ ٥٧٦).