للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كأنَّه شيءٌ خَفيَ عليكَ جِنسُه فأنت تَسألُ عن جِنسهِ (١)، هذا أصلُه تُمَّ جُرِّدَ للعبارةِ (٢) عن التَّعظيمِ حتَّى وَقعَ في كلامِ مَن لا يَخفَى عَليهِ خَافيةٌ، ويُناسِبُ المَعنَى المَذكورَ ما في النَّبأ ووَصفِهِ مِن الدِّلالةِ عَلى الخَطرِ (٣).

و ﴿يَتَسَاءَلُونَ﴾: يَسألُ بعضُهم بعضًا، والضَّميرُ لأهلِ مكَّةَ (٤)، أو يتَساءلُونَ غَيرهُم عن (٥) رسولِ اللهِ والمُؤمنينَ كما ذُكرَ في يَتداعَونهم وَيتراءَونَهم (٦)، كأنَّ المشرِكينَ يَتساءلُونَ فيما بَينَهم عَنِ البَعثِ، وَيَسألُونَ (٧) المُؤمِنينَ عَنه على طَريقِ الاستِهزاءِ.

وقُرئَ: (يسَّاءلون) بالإدْغامِ (٨).


(١) كما تقول: ما الغول وما العنقاء؟ تريد: أي شيء هو من الأشياء؟ انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٤).
(٢) في "ب": "العبارة".
(٣) النبأُ: الخبرُ الذي له شأنٌ وخطرٌ، وقد وصفَ بقولِه تعالى: ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾ بعد وصفِه بالعظيم، تأكيدًا لخطره إثرَ تأكيدٍ، وإشعارًا بمدار التساؤلِ عنه. انظر: "تفسير أبي السعود" (٩/ ٨٥).
(٤) زاد في "ب": "كأنَّ المُشركِينَ يَتساءلُونَ فيما بَينهُم عن البَعثِ، ويَسألونَ المُؤمِنينَ عنه على طريقِ الاستِهزاءِ". وقيل: الضمير للمسلمين والكافرين جميعًا، وكانوا جميعًا يسألون عنه، أما المسلم فليزداد خشية واستعدادًا، وأما الكافر فليزداد استهزاء. انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٤).
(٥) قوله: "عن" كذا في النسخ، والذي في "الكشاف": (من) فهي بيان لـ (غيرهم)، ويؤيده عبارة البيضاوي: (أو يسألون الرسول والمؤمنين). انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٤)، و"تفسير البيضاوي" (٥/ ٢٧٨).
(٦) أي: يدعونهم ويرونهم. انظر: "تفسير البيضاوي" (٥/ ٢٧٨).
(٧) في (م) و (ي): "ويتساءلون"، وسقطت الجملة من (ع)، والمثبت من (ب) و (ف)، وكلاهما صواب. انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٤)، و"تفسير البيضاوي" (٥/ ٢٧٨).
(٨) انظر: "الكشاف" (٤/ ٦٨٤). وقرئ بالتاء في أوله بدل الياء، جاء في "البحر" (٢١/ ١٨٥)، و"روح المعاني" (٢٨/ ٢٠١): وقرأ عبد الله وابن جبير: (تسَّاءلون) بغير ياء وشد السين، على أن أصله: =