للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤) - ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾.

﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ قُرئَ: ﴿لَمَّا﴾ بالتَّشدِيدِ (١) بمعنى: إلَّا، و ﴿إِنْ﴾ نافِيةٌ.

وبالتَّخفِيفِ على أنَّ (ما) صِلةٌ مُؤكِّدةٌ، و ﴿إِنْ﴾ هي المُخفَّفةُ، واللَّامُ هي الفارقةُ، أو عَلى أنَّ اللَّامَ بمعنى: إلَّا، وأنَّ ﴿إِنْ﴾ نافِيةٌ، [و (ما) زائدة] (٢)، كما في قوله:

أمسَى أبانُ ذَليلًا بَعد عِزَّتهِ … وما أبانُ لمِن أعلاجِ سُودانِ (٣)

وعلى هذا تتَّحدُ القِراءتانِ في المَعنى، والجُملةُ عَليهِما جِوابُ القَسمِ، وتقديمُ الظَّرفِ للاختِصاصِ، والمَعنى: على كلِّ نفسٍ رقيبٌ مخصُوصٌ بحفظ (٤) عملها خيرًا كان أو شرًّا، فلا مَساغَ لأنْ يُرادَ بالحافظِ هو اللّهُ تعالى؛ لعَدمِ اختصاصهِ بنفسٍ دونَ نفسٍ.

وأمَّا حَملُ الحِفظِ على حِفظهِ عن اختِطافِ الشَّياطين وسائرِ الآفاتِ فيأباه الفاءُ التَّفرِيعيَّةُ في قَولهِ:


= البغوي، أو عنه عن أبي صالح عن ابن عباس، والنتيجة واحدة، فالكلبي متروك. وذكره آخرون دون نسبة. انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ٤٧٦)، و"الكشاف" (٤/ ٧٣٤).
(١) هي قراءة عاصم وابن عامر وحمزة وباقي السبعة بالتخفيف. انظر: "التيسير" (ص: ٢٢١).
(٢) انظر: "البحر" (٢١/ ٣٠٩)، وما بين معكوفتين منه.
(٣) انظر: "العين" (٨/ ٣٩٧)، و"مغني اللبيب" (ص: ٣٠٦)، و"شرح الكافية الشافية" (١/ ٤٩٤)، و"شرح الألفية" للأشموني (١/ ٣٠٨)، وهو في رواية "العين": وإنْ أبانُ لَمِن أَعْلاجِ سوراء، ومعنى البيت: أن أبان أضحى ذليلًا بعد أن كان عزيزًا، ولا غرو في كونه ذليلا وهذا بسبب أصله.
(٤) في (ب)، و (م) و (ي): "مخصوص به يحفظ".