يسمُّونه: المعمودية، وهو ماء أصفر كانوا يغمسون أولادهم فيه يزعمون أنه تطهير لهم، ويقولون للمغموس: الآن صار نصرانيًّا حقًّا.
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً﴾؛ أي: لا أحد أحسن من الله صبغة.
﴿وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾ عطف على ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾، أو على قوله: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾، وهو حال من ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾، وفيه تعريضٌ بهم؛ أي: لا نُشرك به كشركِكُم.
﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا﴾ المحاجَّة: المقاومة في إظهار الحجة المبيِّنة للمَحَجَّة؛ أي: للمَقْصِد.
﴿فِي اللَّهِ﴾ في شأنه واصطفائه نبيًّا من قريش، روي: أن أهل الكتاب قالوا: الأنبياء كلُّهم منا، فلو كنتَ نبيًّا لكنتَ منَّا، فنزلت.
﴿وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ لا اختصاصَ لربوبيته بقومٍ دون قومٍ، يُصيب برحمته مَن يشاء من عباده.
﴿وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ فكما أن لكم أعمالًا ربما يعتبرها الله تعالى، فكذلك لنا أعمال.
﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ أي: في الاعتقاد والعمل لا أنتم، فكيف تكونون أفضل منا وأولى؟ كأنهم ألزمهم على كلِّ مذهب ينتحلونه إفحامًا وتبكيتًا، فإن كرامة النبوة إما بفضلٍ من الله تعالى على مَن يشاء والكلُّ فيه سواءٌ، وإما إفاضةُ حق على المستعدِّين لها بالمواظَبة على الطاعة والتحلِّي بالإخلاص.