للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمراء. فرجع إلى [١] مضربه/ يهز العطف من غلوائه، ويرود الأرض فضل ردائه. قال القاضي: وكان عندي أنّ يد المدام خاطت أجفانه بالمنام.

فما راعني في تباشير الصباح إلّا غلامه، وقد حركني للتنبيه، وثكل مولاه باد فيه. وأخذ بيدي فخاصرته إلى الشطّ. وإذا أنا به، وربّ السماء، طافيا على [وجه] [٢] الماء طفو القذى. وهل تكون المحنة إلّا كذا؟ ورمى الغلام بنفسه إلى الحيّة [٣] سابحا إليه وأعلقه أنامل يديه واجتذبه إلى الساحل نائحا عليه، فرقّ القلب لذلك الصديق ثم لذلك الرقيق، وقد شقّ القميص على لبّته، وشوى القلب بحبّته «١» ، على ما فيهما مقلى «٢» محبته، وحقّ له وللفضل أن تتدفّق مآقيهما بالمطر، وتختنق تراقيهما بالوتر] . أما أنا فقد عجبت إذ سمعت أنّ نهرا أغرق بحرا، فاستنبطت معنى غريبا [٤] إذ حكوا لي [من أمره حالا [٥]] [٦] عجيبا؛ زعموا أن سفينة فوائده كانت معه في الماء الذّي ابتلعه. فقلت: يا عجبا كيف غرقت نفسه المسكينة، وفي كمّ قميصه السفينة؟ وله شعر حسن ضاع أكثره، ويكفيك منه أثره. فمنها [٧] ما أنشدنيه لنفسه، وهو معنى لم يسبق إليه:


[١] . في ح ول ٢ وف ٣: فرجع به.
[٢] . إضافة في با وح وف ٣.
[٣] . في ف ٢ ورا وح: اللجة.
[٤] . في ل ٢: قريبا.
[٥] . في ب ٣: أمرا.
[٦] . في ف كلها ورا وبا وح ول ٢ وب ٢: من حاله أمرا.
[٧] . في ف ٢ ورا وبا وح: فمما.

<<  <  ج: ص:  >  >>