للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابيهما. كما أنه لطّلع على كتاب «طراز الذهب على وشاح الأدب» تأليف «أبي المطّهر» ، والكتب الثلاثة مفقودة مع الأسف.

وقد يذكر الباخرزي المكتبات التي قرأ فيها دواوين الشعراء، ويمكننا بها أن نقف على حرصه في البحث، وكذلك على عناية الأدباء بتأسيس المكتبات الخاصة، وعلى عناية الأمراء بتأسيس المكتبات العامّة، ومن أهم المكتبات التي رجع إليها واشتغل بها «بيت الحكمة» «١» ودار العلم وخزانة عميد الملك والخزانة النظامية بنيسابور ومكتبة الشيخ ناصح الدولة الفندورجي.

فإذا أضفنا إلى عشرات الدواوين التي مرّت بنا، عشرات المدن التي جابها بمكتباتها وبأفاضلها وعشرات الرواة الذين نقل عنهم، أدركنا قيمة الدمية من حيث احتواؤها، ومن حيث حرص الباخرزي على الصدق في الأداء، وعلى التقصّي في الجمع.

وعلى هذا فانّ مصادر الباخرزي الأولى في عمله هي: المكتبات والمؤلفات والاتصال المباشر الذي كان يعقده مع الأدباء أو مع رواتهم مستعينا على كلّ ذلك باللغتين العربية والفارسية.

٦- البلدان في الدمية

يزيد الباخرزي دميته كمالا في تعريفه بالبلدان التي زارها، أو انتسب شعراؤه إليها. ومع أن شرحه هذا قليل بالنسبة الى مئات أسماء البلدان التي تمرّ بنا، فانّ له فضلا يشكر على هذا الشرح، ذلك أنّ أغلب هذه الأسماء بليدات صغيرة أو قرى نائية، استحال على الرحّالة السفر إليها، أو لم ينتبهوا الى مكانتها، ومن ثمّ شرح جغرافيتها وموقعها في مصنّفاته.

على أنّ شرحه هذا مقتضب لا يتعدّى بعض الكلم، كقوله: «ولاز:

من قرى خواف» و «قلندوش: من ناحية سرخس» «٢» .

<<  <  ج: ص:  >  >>