للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- الإمام أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن «١»

اتّفقت على إمامته الألسنة، وتجمّلت بمكانه وزمانه الأمكنة والأزمنة.

وأثنى عليه طيب العناصر، وثنيت به عقود الخناصر. فهو فرد في علمه الغزير، لا بل هو العلم الفرد في الأئمة المشاهير. وقد أفادني الشيخ أبو عامر ممّا ألقاه بحر الفضل على [١] لسانه، ما نطق [٢] لسان الدّهر باستحسانه.

ولست فيما فاتني من كريم مشاهدته، واشتيار لذيذ الشّهد من مذاكرته أيام أسعدتني الأيام منه بدنوّ الدار، ولفّ أطناب [٣] الخيمتين قرب الجوار، إلّا كمن ودّع الماء والخضرة، وتدرّع الشّعثة والغبرة، وواصل الغربة، وفارق الوطن، وبعد عن (مغاني للعين) [٤] وشطن، واستسقى الدّلو والشّطن «٢» . فلما خلّف هذه الخطط الصّعبة، وشارف من بين سائر الخطط


[١]- في ح وف ٣: في.
[٢]- في ب ٢: فانطلق.
[٣]- في ب ٢: أطراف.
[٤]- كذا في ل ١ وب ٣، وفي س: معان المعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>