للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث الدمية حلقة وصل]

١- سبب تأليف الدمية:

عرفت الدمية، في أغلب الكتب القديمة، باسمها «دمية القصر وعصرة أهل العصر» ، غير أن ياقوت يحرّف اسمها فيقول: هي «دمية القصر في شعراء العصر» «١» . أما نسختا (بايزيد) و (فيينا رقم ٢) فان ناسخيها- كما أشرنا قبلا- لم يذكرا اسم الكتاب أصلا، بل سمّياه «تاج الكتاب في طبقات الشعراء العرب» ، لأنه، في نظرهما، مختصر للدمية الأصلية.

نحن عندما مررنا بحياة الباخرزي ذكرنا أنه كان في صغره على صلة بالثعالبي، كما كان همزة وصل بينه وبين أبيه في بلدة نيسابور. ولقد خلقت هذه اللقاءات في نفس الباخرزي عزيمة على تأليف كتاب يعارض فيه يتيمة الثعالبي. وإذا علمنا أن الثعالبي ذكر في مقدمة كتابه أنه شرع في تأليف اليتيمة سنة (٣٨٤ هـ- ٤٩٩ م) «٢» أي قبل خمسين سنة تماما من بدء الباخرزي تأليفه الدمية، وأن الثعالبي توفي (٤٢٩ هـ- ١٠٣٧ م) علمنا أن هذه الزيارات التي قام بها في نشأته كانت ذات أثر فعّال في حثّه على العمل في المستقبل.

ولكنّ الباخرزي لم يذكر أثر الثعالبي عليه، بل ذكر فضل يعقوب بن أحمد النيسابوري «٣» . كما أنه لم يتهاون في جمع المآخذ ضد يتيمته، مما سنراه في حينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>