للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفاظا توحي بالموسيقا والجاذبية نحو عروسه «الدمية» ، فالعروس تزدان بتاج عرسها، وتحلّي قدميها بالخلخال الجذاب. أما الساقة، ويعني بها مضمون الكتاب، فأحر به أن يكون كالعروس، فإن دلّ هذا على شيء فعلى مراعاته اللفظية لحاجة الكتاب.

وبعد أن أتمّت الدمية جهازها، وأماطت اللثام عن بهرجها للعالم والنظار أثنى عليها المثنون. ثم عاد وختمها بخمس قصائد مدحه الشعراء بها. حيث أشادوا بعلمه وتأليفه، وبنظام الملك صاحب الفضل الأوّل والآخر فيها. فقال:

«لما أطلعت هذه الدمية رأسها من شرفة قصرها انثال عليها بنثار الثناء فضلاء عصرها، أهمهم: البارع الزوزني، أبو عامر الفضل بن اسماعيل التميمي الجرجاني، الإمام يعقوب بن أحمد النيسابوري، أبو الفضل الخيري، الأديب علي بن أحمد الفنجكردي «١» .

ويعتبر هذا الفصل من الفصول البارزة في دراستنا عن الباخرزي، إذ تمكنّا به من التعرف إلى منهجه في التأليف، وطريقته في العرض، وعدد أقسام الكتاب في كل جزء، وماذا تضمن كل جزء بله كلّ قسم. وما هي الخصائص العامة في هذا التأليف من حيث التقصير والاجادة، وبماذا امتاز كتابه من حيث المواد؟ ولماذا أقدم على الشعر أكثر؟ وما نوع النثر الذي ذكره؟ كما تعرفنا في هذا الفصل إلى نوعية الأعلام التي جمعها وتبنى عرضها. وكذا الطبقات التي عالجها فأدركنا من وراء هذا كله صورة عامة للكتاب من حيث العمل والمادة.

وقد مرّ في الفصول السابقة استعراض لكل هذه التساؤلات وعرفنا منهجه فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>