للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجويني وآل الميكالي وآل العامري.. وقد تبعه العماد الاصفهاني في خريدة القصر «١» على هذه الوتيرة، ولكن بشكل أكثر ترتيبا وعناية. إذ ترجم لبني الدّويدة وبني أبي حصين وبني زريق، مثلا.

وإذا كان الباخرزي يلقى ترحابا من بعض الشعراء في استملائهم شعرهم، وإذا كان يجد بعضهم يرحب بعمله الأدبي، فيساعده على رواية الشعر فإنه كان يلقى عنتا شديدا من بعضهم الآخر. فكثيرا ما كان يعاني مسألة اعتذار العظماء عن تقديم شعرهم كأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي. كما كان يلقى تزمّتا من بعض الزهاد والعلماء والأدباء لأنهم كانوا يعتبرون بوح شعرهم منقصة من مقامهم وحطّا من قدرهم العلمي والأدبي. ومما عانى الباخرزي في هذا السبيل ما قاله بشأن ركن الإسلام أبي محمد الجويني: «فلم يسمح لي ولغيري من تلامذته بشيء من منظومه، ولا بمقدار ما يتعلّل به غيضا من فيض علومه، غير أني عثرت في بعض تعليقاتي ببيتين له..» . وكذلك في حديثه عن أبي الفضل محمد بن اسماعيل، وإلى جانب هذا التعنّت نراه يعمل جهده لأن يقدّم شيئا لهؤلاء سعيا وراء كمال كتابه، واخلاصا في أداء مهمّته.

وعلى الرغم من حجم الكتاب وكثرة الأسماء والأنساب فانه كان يدأب على الدقة الفنية من حيث الترتيب والتبويب. فإذا أحسّ أنه وضع أحدهم في غير مكانه أشار واعتذر عن ذلك، كما قال عن ابراهيم الطائي: «سقط ذكره عن مكانه، فاستدركته في غير أوانه» . أو أنه يختم بأحدهم هذه الطبقة، ثم يعود فيستدرك في ختام كلامه شخصا آخر «٢» . وبالطبع كان يبدأ بالأعلام المشهورين فأقلّهم شهرة ليختم فصله بالمغمورين أو بصغار الكتاب وهذا مبدؤه.

ولقد سعى الباخرزي لأن يكون عمله الفني هذا جميل العرض ذوقيّ التقسيم، تابعا لاسم الكتاب وهو التاج والساقة والخلخال. ونراه يستخدم

<<  <  ج: ص:  >  >>