للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ياقوت، نقلا عن البيهقي في «مشارب التجارب» ، أنّ الباخزري كان شريك «الكندري» في مجلس الافادة من الإمام الموفّق النيسابوري سنة ٤٣٤ هـ، فهجاه الباخرزي مداعبا:

أقبل من «كندر» مسيخرة ... للنحس في وجهه علامات

فهو الجحيم، ودبره سعة ... كجنّة عرضها السماوات

قال البيهقي وكان أول عمل «الكندريّ» حجبة الباب، ثم تمكّن في أيام السلطان طغرلبك، وصار وزيرا محكّما، فورد عليه الشيخ «عليّ بن الحسن» وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلمّا رآه الوزير قال: أنت صاحب «أقبل» ؟ قال له: نعم، فقال الوزير: مرحبا وأهلا، فإني قد تفاءلت بقولك «أقبل» . ثمّ خلع عليه قبل إنشاده وقال له عد غدا وأنشد. فعاد في اليوم الثاني، وأنشد قصيدته:

أقوت معاهدهم بشطّ الوادي ... فبقيت مقتولا، وشطّ الوادي «١»

وتفاجئنا الروايات بعد ذلك بأنّ الباخرزي عاف الأعمال الديوانيّة، واعتزل الناس، وانعزل عن الحكم ليختار الصّحب والظرفاء ومجالس الأنس لمعاقرة ابنة الكرمة «٢» دون أن تذكر لذلك سببا. والمرجّح أنه أحبّ التفرّغ لكتابة دميته بعد أن مات سيده طغرلبك ٤٥٥ هـ- ١٠٦٣ م.

[مقامه وأدبه:]

يعدّ الباخرزي أحد الأدباء من ذوي اللسانين العربي والفارسي «٣» المشهورين في العصر العباسي السلجوقي أي في القرن الخامس الهجري، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>