أن الرأي الأول أفضل، وخطّ الشرح مخالف لخطّ المتن في غالب الأحيان، وهذا يدلّ على أن الهوامش أضيفت في زمان متأخر عن زمن الناسخ الأول.
والغريب في الأمر أن هذه النسخة لا تشبه أية نسخة من النسخ التي بين أيدينا، وكأن النسّاخ الآخرين نقلوا عن أصول غير أصول هذه النسخة، وإن كان هذا الأمر حسنا من ناحية الوصول إلى تجويد الدمية وتكميلها فانه صعب من ناحية أخرى: ترى أكانت نسخة السليمانية أقدم أم النسخ التي نقل عنها النساخ الآخرون؟، وهل نقلت عن نسخة المؤلف الأصلية؟، وهل، عندما نقل، أوجز أو أطال؟ أسئلة لا يمكننا إلاجابة عنها حاليا، حتى ثكتشف نسخ أخرى أقدم من النسخة التي اعتبرناها أمّا للنسخ كلها.
٢- نسخة بايزيد
«١» : وهي تحت الرقم (ولي الدين/ ٢٦٦٥٥) .
هذه النسخة في ٢٠٧ ورقات، كل ورقة صفحتان، والصفحة بمتوسط خمسة عشر سطرا، قياسها ٢٠* ١٢، والمكتوب منها ١٣* ٦. وقد كتب في آخرها:«فرغ من تحريره يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر شوال سنة إحدى وثمانين وسبعمئة «٢» ، العبد الضعيف محمد بن محمود شاه بن محمد بن عبد الكريم القزويني..» . كما كتب على كعب الكتاب «تاج الكتاب في طبقات الشعراء العرب» .
وهي نسخة بخط فارسي جيد وواضح، وقد كتب لنا الناسخ أسماء الشعراء بخط عريض بارز مما يسهّل العمل للمراجع. غير أنّ هذه النسخة ناقصة جدا، وخاصة من القسم الثالث فما بعد إذا ما قورنت بالسليمانية الأم فحذف منها شعراء، وسقطت أشعار وأدمجت قصائد وقطع لشعراء آخرين، وأخّرت ترجمات، مما جعلنا لا نوليها الاعتماد الكبير. وكأنها بهذه الأوصاف مختصرة.
والمقارنة مع هذه النسخة نفعتنا من ناحية مهمة هي توضيح رسم أسماء الشعراء، وفكّ غموض بعض الكلمات.