للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس منهج النقد]

تميّز كتاب الباخرزي بنظرات في النقدّ، تدنو، في أغلب الأحيان، كما سنرى، من الصواب. بل يمكن اعتبارها ضمن مراحل تاريخ النقد العربي، فلم يكد يترك في نظراته النقدية زاوية إلا عالج ما فيها، ولا نقطة يستطيع الخوض فيها إلا جرّب حظه وأبدى رأيه. ولم يكن عمله مقصورا على النقد الأدبي وحسب، بل إنه تعدّاه إلى النقد اللغوي والنحوي والعروضي. وعرف كذلك أنّ النقد الأدبي يشمل النقد البلاغي والموازنة بين الشعراء، وهذه إشارة ذات بال. وسنقوم في الصفحات المقبلة باستعراض نقده، وسنشير الى مواطن إجادته ونقاط تقصيره.

آ- النقد الأدبي:

لا يعني حديثنا هذا أن الباخرزي أكثر في النقد، فما كان هذا هدفه في تأليفه الكتاب، إنما كان يحاول، جهده، أن يدلي بدلوه النقدي ما وجد إلى ذلك مفترجا. فقد ينتقد شعراء الطبقة عامة كقوله عن شعر طبقة البدو والحجاز: «.. وما هو أعذب من الماء الزّلال، وأرقّ من الشّمول صفّقت بالشمال «١» . وقد يكون نقده مجرّد توجيه القارىء الى مواطن الجمال في البيت دون أن يتكلّم فيه. وقد تكون التفاتته هذه أجمل من شرحه ونقده. وكذلك فعل في بيتي أبي جعفر محمد بن أحمد المختار، إذ قال فيهما، بعد أن أوردهما: «أبصر البيتين كيف تعادل أوزانهما وتناصف أقسامهما، وتناسب كلامهما؟» «٢» .

<<  <  ج: ص:  >  >>