للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- السلسلة الأدبيّة:

وجدت في تاريخ الأدب العربي كتب أدب جمعت بين دفّتيها ترجمة عدد من الأدباء، كان كل واحد بمثابة حلقة وصل بين سابقاتها ولاحقاتها. وفضل هذه السلسلة- بلا شك- كبير بما جمعت وبما هيّأت لأدبأئنا ولتاريخ أدبنا العربي، بحيث ربطت الأدباء بعضهم الى بعض، ولأنها، بالتالي، شملت هذا العدد الضخم من كتّاب وشعراء أغفلهم النقاد مع نماذج من نتاجهم لانشغالهم عنهم بأعلام الأدب. فجاء أصحاب هذه السلاسل الأدبية بفضل فاق فضل النقاد.

وقد كانت هذه الحلقات متتابعة متتالية منذ أن أوجدها هارون البغدادي في كتابه «البارع» ؛ فلم نر مؤلفا إلا ساق طبقاته تتمة لمن سبقه أو ذيلا له.

وكله رغبة في إرضاء جمهور الأدباء والساسة، ليكون عمله أكمل من سابقه.

وأفادنا هذا التسابق في استجماع أغلب من نظم قصيدة أو كتب رسالة سواء أكان أصحابها شعراء أم كتابا، يعملون في سلك السياسة أو الدواوين.

ولعلنا نفي الواجب حقّه إذا وضعنا كلّ حلقة في مكانها من السلسلة الأدبية الذهبية، ثم نمدّها بكلمة عامة. ونقف في النهاية على الدمية بين حلقتيها الرئيستين وهما «اليتيمة» و «الخريدة» ، لنرى أثر كل واحدة في الأخرى وفضلها عليها.

أسماء السلسلة الأدبيّة

: ١- «البارع في أخبار الشعراء والمولدين» : تأليف هارون بن علي بن يحيى المنجّم البغدادي المتوفي (٢٨٨ هـ- ٩٠١ م) . صاحب المؤلفات الكثيرة، وله شعر، وقد جمع المؤلف في كتابه أخبار ١٦١ شاعرا، أولهم بشار بن برد وآخرهم محمد بن عبد الملك بن صالح. وهو من الكتب النفيسة «١» .

٢- «يتيمة الدهر في شعراء أهل العصر» : تأليف عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي. توفي سنة (٤٢٩ هـ- ١٠٣٨ م) ، وهو من أئمّة اللغة والأدب، وقد صنّف الكتب الكثيرة في اللغة والأدب والتاريخ. وكتابه اليتيمة جعله ذيلا لكتاب البارع، وذيّله حسن بن المظفّر النيسابوري المتوفى سنة (٤٤٣ هـ- ١٠٥١ م) . واختصره تقي الدين بن عبد القادر المصري المتوفى سنة (١٠٠٥ هـ- ١٥٩٦ م) «٢» .

<<  <  ج: ص:  >  >>