للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالثغر! وللشيخ والدي.. في معناه ما لا يقصر عنه بل يربي عليه، وذلك قوله:

وذات فم ضيقا كشقّة فستق ... تزقّ فمي لثما كشقّك فستقا

ثم يضع نفسه خاتمة للموقف: «ولي في بعض غزلياتي ما أحسبني لم أسبق اليه:

واللثم أنشأ بالتقاء شفاهنا ... صوتا كما دحرجت في الماء الحصى «١»

وقد يجري الموازنة بين الشعراء لقصد ذكر معارضته لبعض الشعراء؛ القدماء منهم خاصة. فإذا سجل مرثية علي الزاوهي وأتبعها بمرثية ابن الرومي قال: «وعارضته أنا بقولي في مرثية والدي. بقصيدة غير قصيرة» .

ويعجب المؤلف بأبي تمام الذي أجاد الاستطراد من صفة الخيل إلى هجاء عثمان في بيتيه:

ولو تراه مشيحا والحصى فلق ... تحت السنابك من مثنى ووحدان

حلفت إن لم تثبّت أنّ حافره ... من صخر تدمر أو من وجه عثمان «٢»

ويؤخذ كذلك بالبحتري حيث استطرد في لاميّته من صفة الفرس الى هجاء حمدويه، فقال:

ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يوما خلائق حمدويه الأحول «٣»

ويقول المؤلف بعد هذين الشاهدين: «أنشدني أبو الكتائب البصري- لطاهر الجزري- ثلاثة أبيات استطرد من كل واحد منها إلى هجاء الآخر، ويورد الأبيات. ولكنه لا يعلق شيئا على هذه الأقوال كلها.

ج- النقد اللغوي:

نرى الباخرزي يشرح أحيانا بعض الألفاظ الغامضة، ولكن هذا الشرح نادر إذا قيس بشواهد النقد الأدبي. تمرّ صفحات وشعراء، ولا يشرح لفظة. وقد يتوقّف لدى لفظة واحدة من قصيدة طويلة. فمثلا

<<  <  ج: ص:  >  >>