للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيّي، وأغفلهم غبيّ، وأعفّهم سارق، وأسدّهم مارق. وما خير موطن تصيدك فيه حبائل الحقود [١] ، ولا تأمن به غوائل الحسود. أتذكر باخرز وتحنّ إلى أقطارها؟ أم تشتاقها، وتبحث عن أخبارها؟ أمالك نفس متّعظ وحدس متيقّظ؟

وختم الكتاب بهذا الفصل: «ولمّا أسعدني الله بالوقوع إلى حضرته، وقبّلت قبلة الآمال من عتبته، وشرّفت بالأذن عليه في خلوته، ساءلني عن أخباري وأخبار غيبتي، ثم أكرهني على نقض توبتي، وأمرني بالاختلاف إلى الديوان على رسمي، وأثبت العشرينيّة باسمي، فأنا بحمد الله أرفل في أثواب المسرّة، وأرد على أبواب المبرّة، وأرجع من [٢] ظلّ خدمته إلى ما ينسيني ذكر الأهل والوطن، ويشغلني عن حبّ الولد والسكن» :

ومن [٣] ذا الذي لم يرمه الدهر بالنّوى ... ومن ذا الّذي لم يشجه بفراق؟

(طويل)

رويدك إنّ الدهر لا عزم عنده ... سيرمي النّوى يوما بوشك تلاق

/ قلت: وكان سبب انقطاعه من الناحية أنّ الشيخ أبا الطيب الخداشيّ لم يزل يرهقه صعودا، فأنف من الصبر على الخسف، والانقياد للذل. وامتدّ


[١] . في ل ٢: العقود.
[٢] . في ل ٢: في.
[٣] . في ف ١: ماذا. وفي ل ٢: وماذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>