للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمشي وقد شمل العري [١] طرفيه، ونظم رأسه وقدميه. وقصدته زائرا/، ولم أكن عهدته [٢] . فاذا أنا في باب المراتب بشيخ على ما وصفت، فلم أشكّ في أنّه [٣] ضالّتي المنشودة، وفراسة المؤمن لا تخطىء، فاقتفيت أثره إلى مسجد، اجتمعت فيه تلامذته ينتظرونه (وكمّه أعجر «١» بأجزاء النّحو) . فدخل عليهم، وقاموا إليه، واستند في [٤] المحراب وتكلّم في العلم الذي لقّب فيه، والفنّ الذي عقد بنواصيه، والضّرب [٥] الذي أحاط به من جميع نواحيه. فقل في القرم الهائج هادرا، والبحر المائج زاخرا. وكان في نفسي أن أختلف إليه، وأغترف ممّا لديه، فقامت العوائق تدفع في صدور الأماني، والأسفار تسير بي سير السّواني «٢» . وما كان عندي أنّ له شعرا تتعاطاه الأفواه، وتتهاداه الشّفاه. حتّى نسب إليه أبو الفرج الغندجانيّ «٣» هذه الأبيات:

أحبّتنا بأبي أنتم ... وسقيا لكم أينما كنتم

(متقارب)


[١] . كذا في ف ٢ وبا وح وف ٣، وفي س: العمى.
[٢] . في ب ٣: عرفته.
[٣] . في ف ٢ وبا وح: انها.
[٤] . في ف ٢ وبا وح وف ١ وف ٣: الى.
[٥] . في ف ٢ وبا وح وف ٣: وأبصرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>