للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابقون الأوّلون ومنهم اللاحقون المخضرمون، ومنهم المحدثون العصريون» «١» .

وعلى الرغم من كل هذه المساعي التي راعاها، فانه لم يهتمّ للشاعر من حيث اتجاهه الديني فقد كان سنيّ المذهب، عاش في ظل حكم السلاجقة، وذكر السنّيين دونما تفضيل. كما أورد الشيعة وذكر السادة منهم وعرض مقامهم، وترجم للشعراء النصارى كثابت النصراني، والمجوسيين كمهيار بن مرزويه. وهذا يدلّ- بالطبع- على حرية الباخرزي في تأليفه وعنايته العلمية دون غيرها. وإذا ما صادف شاعرا مغاليا في مذهبه، نسب إليه هذه المغالاة وظلّ متابعا حديثه عنه وعن منتخباته الشعرية دون أن يؤثّر هذا في منهجه التأليفي.

ونلاحظ أنه أفرد القسم السابع لمن له فن آخر دون الشعر، وساق كذلك في عرض منتخباته للدمية وبين شعرائه من كان له فن آخر أو عمل إداري أو أدبي، ولم يضعهم في القسم السابع. فنرى في الدمية شعراء وكتابا وقضاة وعلماء ونحاة وخطاطين ووزراء وندماء. إذ عكف على سائر فضلاء عصره يقطف من نتاجهم، ويسجل في دفاتره، حتى عدّت الدمية صورة جامعة لكل من له نصيب من الأدب والشعر في العصر السلجوقي.

ترجم لشعراء كتاب، وعددهم كثير، أمثال: أبي علي الشبلي وعبد الله بن هندو القمي وأبي منصور الكاتب. وقد يسجل لنا نوع عمل هذا الكاتب، فيقول في أبي الحسن العنبري «كاتب الأمير خلف بن أحمد» ، وفي أبي الحسن علي الدّلشادي: «كاتب الحضرة الغزنوية» . وهناك طبقة الشعراء والعلماء أمثال: المجاشعي شاعر الحرمين «٢» ، وهو مؤرخ عالم باللغة والأدب والتفسير، ورشيد بن عبد الله الخطيب الطبيب الاسترباذي، وأبي العباس المستغفري النسفي: «إمام نسف وخطيبها ومفتيها» . ومنهم قضاة كأبي نصر عبد الوهاب المالكي، وأبي علي النخشبي، وأبي منصور السمعاني، والقشيري صاحب الرسالة القشيرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>