للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النأي والبعد، ثابت في وداده، دائم على اعتقاده، متحزّم بزمام الثّناء والدّعاء، متمسّك بعرا/ الولاء والإخاء. والحمد لله كفاء حقّه، والصّلاة على محمد خير خلقه، جدّنا المصطفى وآله.

وقد كنت والدّار شاسعة والعوائق متناسقة، متتابعة. والمسافة بيننا تكلّ المطيّ الخواطر «١» ، بل تكلّ الأفكار والخواطر والدّهر ينقض من زماعي «٢» [١] ما أبرم، والناس على مرور الأيام تستحكم، أتوقّع مع ذلك وصاله، وأترصّد خياله. والشّوق يلتهب ضرامه، والصّبر هيهات مرامه!.

وربّما أنتجع مساقط كلامه، ومواقع أقلامه، فأتسلّى بها [٢] قليلا، وأعلّل هذا القلب تعليلا، وكيف ظنّه بالشّوق وناره؟ والقلب وأواره وقد قرب المزار، وتدانت الدّيار؟. وبيننا مسيرة غاسق لعاشق، قد اتّصلت بي ريّاه، وتمثّل لي محيّاه. فأحلم بهرات أضعاف ما احتلم الوليد «٣» بمنبج، وأتشوّقها وزان ما تشوّق رسوم [٣] منعج «٤» . ولولا [٤] أنّي أسير حبائل هذه النّعمة، وحبيس [٥] وظائف هذه الخدمة، لنهضت نهضة الكرام،


[١]- في ل ٣: زماعي (ومعناها السرعة والعجلة) .
[٢]- في ل ٢: به.
[٣]- في ل ٣: مرسوم.
[٤]- في ف ١: لو.
[٥]- في ل ٢ وب ٢: وحير.

<<  <  ج: ص:  >  >>