للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عيان إلى بيان. ولولا الأخذ بالسّنّة في مطاولة الحبيب للحبيب، وفرحة الأديب بالأديب، وأنس الغريب بالغريب، واهتزاز المريض للطبّيب [١] لأجللت مجلسه، أنّسه الله عن التّثقيل [٢] والتطويل والإبرام بمدّ الكلام.

ولكنّي عرفت خلقه خلقا عظيما، وطبعا كريما، وسجية سريّة، وهمّة عليّة. فوثقت بالعفو، واشتيار [٣] ما عندي من الكدر، بما عنده من الصّفو.

فأرسلت نفسي على سجيّتها [٤] . وقد حدّثت نفسي، وأجلت فكري، وشاورت صحبي، وراجعت وسمي وفهمي، واستعرضت نثري ونظمي في أن آتي بكلام بديع بعيد، ونظام ما يشكّ امرؤ أنه نظام فريد.

فلما رأيته سلك من الدّرّ ما سلك، وسبك من التّبر ما سبك، وفرك من المسك ما فرك، وحرّك من سلسلة الإعجاز/ ما حرك، نبّهت عقلي وقست خليّ ببقلي «١» ، ونظرت في فتري وشبري. وتذكّرت ما ذهب من خيري وشرّي، وقلت: يا أبا أحمد، أعزّك الله، إعلم الحال، ثم اطلب المحال (واعرف ثم اهرف، ولا تروّج الزيف على الناقد) [٥] ، ولا تهد (الطّيف إلى الرّاقد) [٦] ، ولا تتعرّض للمس النّجوم الثّواقب [٧] ،


[١]- في ل ٢ وف ١ وب ٢: بالطبيب.
[٢]- في ل ٢: التعليل.
[٣]- في ف ١ وب ١: واستئثار.
[٤]- في ل ٢: سمحتها.
[٥]- في ل ٢: واعرف واصرف ولا تروج الرفق الناقد.
[٦]- في ل ٢: اللطيف الى الناقل والواقد.
[٧]- في ل ٢: والثواقب.

<<  <  ج: ص:  >  >>