للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانصراف، وحببّت إليه الرّضا من الغنيمة بالإياب. ولكامل هذا شعر بدوي وصيت له بين [١] الشّعراء دويّ. فما علق بحفظي من مترنّماته قوله من قصيدة أولها:

إنسانة الحيّ أم أدمانة السّمر ... بالنّهي، رقّصها لحن من الوتر «١» ؟

(بسيط)

يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا ... من هؤليّائكنّ [٢] الضّال والسّمر «٢»

بالله ياظبيات القاع قلن لنا: ... ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر؟

قلت: الإيهام في الشّعر صنعة لا يتوصّل إليها الحضريّون إلّا بتعريق جبين الخاطر، وبعثرة دفين الضّمائر [٣] . وقد أخذ هذا البدويّ من عفو خاطره نوعا من الايهام تنبو عنه صوارم الأفهام، وذلك قوله:

بالنّهي رقّصها لحن من الوتر

فانّ لحن الوتر الذي يضربه اللاهي للإنس مرقّص، ولحن الوتر الذي ينزعه الرّامي للوحش مقمّص «٣» . وما أشبه ذلك التّرقيص بهذا [٤] التّقميص!


[١]- في ل ١ وف ٢: من.
[٢]- في ح: هؤلاء بين.
[٣]- في ب ٣ ول ١ وف ٢: الخواطر
[٤]- في ب ٣ وف ٢: بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>