وكان نظيف النفس نقي الطهارة مبالغا في الاحتياط مائلا من شدّة الاحتياط الى الوسوسة.
قلد التزكية بنيسابور مدّة ثم قلّد القضاء بعده وخرّج له الحاكم أبو عبد الله الفوائد سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة ثم خرج له أبو عمرو البحيري وعقد مجلس الإملاء سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة فحدث نحوا من خمسين سنة واملى أربعين سنه.
وكان سمع من [أبى على محمد بن أحمد] الميداني وحاجب بن أحمد الطوسي قبل الأصمّ ثم من [أبى العباس] الأصمّ وأبي الوليد وطبقتهم بنيسابور. و [سمع] بجرجان من أبي أحمد بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي و [سمع] ببغداذ من أبي سهل بن زياد القطان ودعلج وأبي بكر الشافعي وأبي جعفر الهاشمي، وبالكوفة من ابن دحيم الشيبانى وأبي بكر بن أبي دارم، وبمكة من أبي محمد الفاكهي وبكير بن أحمد الحداد وغيرهم.
وبقي كذلك محدث عصره الى ان توفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.
وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وكان وقت وفاته ابن سبع وتسعين سنة أصابه وقر في أذنه في اخر عمره.
وكان يقرا عليه مع ذلك ويحتاط في السماع الى ان اشتد ذلك قريبا من سنتين أو ثلاث فما كان يحسن أن يسمع وكل من سمع قبل ذلك فهو صحيح السماع منه لشدّة احتياطه.
وقد أخبرنا الحديث عنه اكثر من رأينا مثل المؤذن وابن رامش وابن أبي زكريا وزين الاسلام جدي وخالي أبو سعد وابن خلف والتفليسى.
[١٧٥ - [أبو الحسن السليطى]]
احمد بن محمد بن الحسين بن سليمان بن أحمد بن محمد بن القاسم بن سليمان بن يربوع ابو الحسن السليطى النيسابورى العدل الأديب، شيخ مشهور ثقة من البيت المعروف روى عن الأصم وطبقته، توفي بناحية استوا، وأدخل البلد يوم