جمال الدين تفقه على عبد الوهاب بن محمد بن رامين وأبى عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوى ومنصور بن عمر الكرخى. وصحب أبا الطيب الطبرى كثيرا وانتفع به وناب عنه فى مجلسه ورتبه معيدا فى حلقته، صار إمام وقته ببغداد ولما بنا نظام الملك مدرسته سأله أن يتولاها فأبى فولاها لأبى نصر ابن الصباغ صاحب الشامل مدة يسيرة ثم أجاب إلى ذلك. سمع من أبى بكر الخوارزمى البرقانى أحمد بن محمد بن أحمد وأبى على الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان البزار وأبى الفرج محمد بن عبد الله الخرجوشى وصنف التصانيف المباركة (المهذب فى المذهب) و (التنبيه) فى الفقه و (اللمع) وشرحها فى أصول الفقه و (النكت فى الخلاف) و (التبصرة) و (المعونة) و (التلخيص) فى الجدل وغير ذلك وانتفع به خلق كثير وله الشعر الحسن. وكان فى غاية من الورع والتشدد فى الدين، ومحاسنه اكثر من أن تحصر. ولد سنة ٣٩٣ وقيل ٩٥ - ٩٦ وتوفى ليلة الأحد (٢١) جمادى الآخرة وقيل: الأولى ببغداد ودفن بباب أبرز. وقال الذهبى: تفقه بشيراز ثم استوطن بغداد، وكان انظر أهل زمانه، وانتهت إليه رئاسة المذهب فى الدنيا وتخرج به أئمة كبار ولم يحج لانه كان فقيرا متعففا. وقال ابن عساكر: انظر اهل زمانه وأفصحهم، وأورعهم وأكثرهم تواضعا وبشرى، انتهت إليه رئاسة المذهب، ورحل إليه الفقهاء. وقال محب الدين ابن النجار: فاق أهل زمانه فى العلم والزهد.