ومن جملة أحواله ما خص به من المحنة فى الدين والاعتقاد، وظهور التعصب بين الفريقين فى عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الولاة إلى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء والقضاة إليه بالتخليط، حتى أدى ذلك إلى رفع المجالس، وتفرق شمل الأصحاب، وكان هو المقصود من بينهم حسدا، حتى اضطرته الحال إلى مفارقة الأوطان وامتد فى أثناء ذلك إلى بغداد، وورد على أمير المؤمنين: القائم بأمر الله!، ولقى فيها قبولا، وعقد له المجلس فى منازله المختصة به، وكان ذلك بمحضر ومرأى منه، ووقع كلامه فى مجلسه الموقع، وخرج الأمر باعزازه وإكرامه، وعاد إلى نيسابور، وكان يختلف منها إلى طوس بأهله حتى طلع صبح النوبة المباركة دولة السلطان ألب أرسلان فى ٤٥٥ فبقى عشر سنين فى اخر عمره مرفها محترما، مطاعا معظما وأكثر صفوه فى اخر أيامه التى شاهدناه فيها أخيرا إلى أن تقرأ عليه كتبه والأحاديث المسموعة له، وما يئول إلى نصرة المذهب. بلغ المنتمون إليه آلافا فأملوا بذكره وتصانيفه أطرافا. ١١٠٥ - طبقات السبكى الكبرى ٤٦٩ والانساب واللباب (وزان). وقال عبد الله بن يوسف الجرجانى توفى سنة ثمان وستين.