سمع أبا القاسم الحرفى وأحمد بن عبد الله المحاملي وطلحة بن الصقر وأبا بكر البرقانى وعبد الملك بن بشران ومحمد بن عيسى الهمذانى وخلقا وتخرج بالخطيب ولازمه. حدث عنه جعفر بن محمد المستغفرى شيخه، والخطيب، ويوسف بن أيوب الهمذانى، وزاهر بن طاهر المستملى، وهبة الله بن سهل السندى، وأبو الأسعد هبة الرحمن ابن القشيرى ومحمد بن عبد الرحمن الحيرى وإجازة أبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب. واخر من سمع منه ابو المعالى المدينى الخطيب. قال ابو سعد السمعاني: أفضل علوى فى عصره له المعرفة التامة بالحديث وكان يرجع إلى عقل وافر رزق حسن التصنيف وقدم بغداد وأملى بها وحدث باصبهان. وسمعت يوسف بن أيوب الزاهد يقول: ما رأيت علويا أفضل منه. كان ينفذ فى العام إلى جماعة من الأئمة الألف دينار والخمسمائة وأكثر إلى كل واحد فربما بلغ عشرة آلاف دينار ويقول: هذا زكاة مالى وأنا غريب ففرقوا على من تعرفون استحقاقه وكان يملك قريبا من أربعين قرية خالصة له بنواحى كش. وسمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول: ان الشريف أنشأ بستانا عظيما فطلب الخاقان خضر بن إبراهيم صاحب ما وراء النهر أن يحضر دعوته فى البستان فرفض الشريف فالح فقال: لا اهئ له الة الفسق والفساد ولا اعصى الله. فغضب الملك وأراد أن يمسكه فاختفى نحوا من شهر، فنودى عليه فلم يظفروا به ثم تظاهروا بالندم ليطمئن فظهر وجلس على ما كان مدة ثم ان الملك نفذ إليه ليشاوره فلما حصل عنده سجنه واستأصل أمواله وضياعه فصبر وحمد الله وقال: من يكون من أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم لا بد أن يبتلى وأنار بيت في النعمة وكنت أخاف الخلل فى النسب فلما وقع هذا فرحت وعلمت أن نسبى متصل. وقال أبو المعالى: فسمعنا انهم منعوه من الطعام حتى مات جوعا وهو من ولد زين العابدين على بن الحسين رضى الله عنهم. قال السمعاني: قال أبو العباس الجوهري: رأيت السيد المرتضى بعد موته وهو فى الجنة وبين يديه طعام وقيل له: ألا تأكل؟ قال: لا حتى يجئ ابنى فانه غدا يجئ فانتبهت وذلك فى شهر رمضان سنة ٩٢ فقتل ولده أبو الرضى فى ذلك اليوم. قال الذهبى: وقع لي من تصانيفه (فرحة المتعلم) سمعناه عاليا.