ثم بعد ذلك خرج إلى مرو الروذ وتلمذ للقاضي أبى علي الحسين بن محمد [المرووذى] وأقام عنده حتى حصل طريقته وتخرّج به.
ثم حصل الأصول من الإمام شاهفور الاسفرايينى بطوس وقرأ عليه تفسيره، ثم علق الأصول على امام الحرمين أبى المعالى [الجوينى] وناظر فى مجلسه فارتضى كلامه وكان شريكه فى الأصول الإمام إسماعيل الحكم الطوسي.
ثم خرج إلى الحج ولقى المشايخ الذين أدركهم بالعراق والحجاز والجبال وسمع منهم بعض ما كان معه من مسموعات خراسان.
ولما رجع من مكة دخل على الشيخ العارف الحسن السمناني شيخ وقته زائرا فأشار عليه بترك المناظرة والاشتغال بالخلاف فتركها لاشارته، ولم يناظر بعد ذلك، وترك القضاء باختياره، ولزم الانزواء، وبنى دويرة بالناصبية للصوفية والمتفقهة من خالص ماله، وبقى كذلك على قراءة القرآن، ودوام الصيام، وكثرة العبادة، والاحتياط فى الطهارة والنظافة سنين إلى أن توفى على تيقظ وتقى وحسن حال ودوام مشاهدة وذكر وقراءة القرآن أول يوم من المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
سمع من أبى عثمان الصابوني ومن أبى الحسين عبد الغافر صحيح مسلم ومتفرقات الأجزاء وأبى حفص ابن مسرور و [أبى سعد] الجنزرودي وأبى عثمان البحيري والإمام ناصر المروزي وطبقتهم وممن بعدهم واكثر عن أحمد البيهقى.
وقرأ القرآن على ابى عبد الله الخبازي وسمع منه وسمع من ابى نصر الاسفراينى اخى الإمام ابى اسحاق معجم البغوي وسمع صحيح البخارى من سعيد العيار وخرج لنفسه الفوائد عن مشايخه وعقد مجلس الاملاء مدة وسمع من [ابى الحسن] الداودي ببوسنج ومن [أبى عمر] المليحى بهراة وغيرهم.
[٧٨٨ - [أبو منصور الطوسى]]
سهل بن عبد الله الطوسي/ ٧٢/ أ/ أبو منصور شيخ صالح.
سمع من الطبقة الثانية كأبى حفض والجنزروذي والصابونى وابى الحسين ومن أحمد البيهقى.