شيخ الصوفية في وقته، العالم بطرقهم، الجامع لحكاياتهم وسيرهم، لقي المشايخ وأخذ منهم، وأقام بنيسابور وسكن دويرة السلمى، وله مجالسات حسنة مع المشايخ، وسمع الحديث وروى، إلا أن الثقات توقفوا فى سماعاته للأحاديث، وذكروا أن خير ما يروى عنه الحكايات، ويحكى، عنه أنه ادرك المتنبى بشيراز وسمع منه ديوانه.
وقد سمع منه ديوانه الإمام زين الاسلام جدى والأئمة أخوالي والله أعلم بذلك.
توفي في ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وأربع مائة ودفن في مقبرة [ ...... ].
وقد فات والدى السماع منه وكان يذكره ويتحسر عليه.
أخبرنا خالي أبو سعيد، أنبأنا أبو عبد الله بن باكويه الصوفي، قال سمعت مسافر بن عبد الله الرامهرمزي بها، قال: سمعت أبا جعفر الفرغاني يقول: كنت وأبو العباس بن عطاء وأبو محمد الجريري جلوسا؛ إذ أقبل الشبلى وهو متغير فلم يتكلّم مع أحد وقصد الجنيد فوقف على رأسه وصفق بيده وقال:
عودوني الوصال والوصل عذب … ورموني بالصد والصد صعب
زعموا حين أعتبوا انّ جرمى … فرط حبى لهم وما ذاك عيب
لا وحسن الخضوع عند التلاقي … ما جزى من يحب إلا بحب
قال: فضرب الجنيد برجله الارض وقال: هو ذاك يا أبا بكر هو ذاك.
[٣٦ - [الثقفى السراج]]
محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن ابراهيم بن مهران الثقفى السراج الكسائي أبو عبد الله الفقيه، ابن عم أبى العباس السراج، فاضل ثقة ورع.
ولد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، حدث عن أبيه أبى بكر الكسائي، وأبوى عمرو بن نجيد وابن مطر، والحجاجى، والعصمي، وأبي أحمد التميمى.
توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة ودفن في مقبرة الحسين.
وخرج له أبو حازم الحافظ الفوائد. أنبانا عنه أبو صالح [المؤذن].
٣٦ - هذه الترجمة قد ذكرها المصنف مرة أخرى تحت رقم (٩١) بفارق ضيئل.