صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو العلا الإمام عماد الاسلام، أحد أفراد أئمة الدين، بهم يقتدى وبسيرتهم يهتدى.
برز على الاخوان فضلا، وطرز نيسابور من جملة خراسان علما وورعا ونبلا، وشاع ذكره فى الآفاق، وكان إمام المسلمين على الاطلاق.
ولد بناحية استوا يوم الأحد بكرة لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث واربعين وثلاثمائة.
وتأدب على أبيه أبى سعيد، واختلف إلى أبى بكر محمد بن العباس الطبري الخوارزمي فى الأدب فتخرج به، ودرس الفقه على شيخ الاسلام أبى نصر ابن سهل القاضى مدة.
ثم جاء إلى القاضي أبى الهيثم عتبة بن/ ٧٤/ ب/ خيثمة ولازمه حتى تقدم فى الفقه.
وحج سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
ولما ورد بغداد عوتب من دار الخلافة فى أنه منع من اتخاذ صندوق فى قبر هارون الرشيد فى مشهد طوس، وطور للخليفة إن السبب فى منع ذلك فتواه، وقبح صورة حاله. فاعتذر عن ذلك بأن قال: كنت مفتيا فأفتيت بما وافق الشرع والمصلحة، رعاية انه لو نصب الصندوق فانه يقلع منه لاستيلاء المتشيعة، ويصير
٨٣٠ - الانساب (استوائى) تاريخ بغداد ٤٨٩٤. العبر، تذكرة الحفاظ ص ١١٠٢.