محمد بن عبد الغافر بن محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد أبو عبد الله الفارسى الفسوى جدّ والدي، الفاضل النبيل بوفور الفضل وحسن الحظ.
ولد له الولدان أبو بكر أحمد وأبو الحسين عبد الغافر بعد الخمسين، وقرأت وقت ولادتهما بخطه، وبقى كذلك في أوفر النعم الى سنة أربع مائة فتوفي في تلك السنة.
لم أحصل على شيء من مسموعاته في الحديث ولم ينقل عنه إلا حكاية واحدة:
أخبرنا والدي، أنبأنا والدي أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، حدثنى والدي أبو عبد الله محمد بن عبد الغافر، حدثني أبو بكر محمد بن القاسم، حدثنا أبو منصور محمد بن نعيم بن ناعم السمرقندى في كتابه المؤلف في الفرائض، حدثنا أبو عمران موسى بن أحمد الفريابى، حدثنا عبد الرحيم بن حبيب، حدثنا على بن عاصم، حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال:
بينما نحن عند شريح اذ جاءت امرأة فقالت: أيّها القاضى مر الناس يسكتوا حتى تسمع مقالتى. قال: فسكت الناس ثم قالت: أيها القاضي إن لي ما للرجال وما للنساء قال: شريح فانّ أمير المؤمنين يقضى على ما سبق البول قالت:
فانّي أبول بهما جميعا وأستمسك بهما جميعا فقال: شريح ان هذا لعجب فقالت المرأة: أخبرك بما هو أعجب من هذا إن زوجي ابن عمي ولدت منه أولادا اشترى لي جارية تخدمني فاولدتها.
فقام شريح يجرداه حتى دخل على عليّ بن أبى طالب فقال: يا امير المؤمنين [قضية] عجيبة وأخبره بالقصة. قال: فدعا عليّ المرأة فأخبرته خبرها فقال أدعوا لى دينارا الخصي- وكان من افاضل اهل الكوفة- وامرأتين عفيفتين ثم قال: لهم أدخلوا هذه المرأة بيتا فانزعوا عنها ثيابها ما خلا ثيابا عليها وعدّوا اضلاعها الايمن والايسر واصدقوني قال: ففعلوا بها ما أمرهم وخرجوا فقالوا: يا امير المؤمنين وجدنا اضلاعها اليمنى ثمانيه عشر واضلاعها اليسرى سبعة عشر.
فكبّر عليّ ثلاثا ثمّ قال: عليّ بالحلّاق فأمر بحلق رأس المرأة وألبسها الرداء والنعل، والحقها بالرجال.