من آل رسول الله (ص) وبنو صنو أبيه، فأقاموا الاسلام عن اوده، واسندوا الأمر إلى مستنده معتصمين بنصر الله، صادعين بأمر الله معظمين حرمات الله، هلم جرّا إلى ان تاكدت بيعة الخلافة بأمير المؤمنين! القادر بأمر الله فبهر نوره العالمين، وشفى ذكره صدور المخلصين، بعد النواء عليه من بعض ذوى العناد وانزوى عنه من قصد الفساد والله سبحانه أبى إلّا نصرة الحق وادالته وقمع الباطل وازالته ولو كره المشركون.
فلما فرغ منها ارتضاها امير المؤمنين وأمر بنسخها ليخلد فى الخزانة، وامر بانصرافه الى خراسان مكرما، ولما وصل الى نيسابور تلقاه الأئمة من الفرق مستقبلين، وعقد له مجلس التذكير وحضره الأئمة وارتضوا كلامه، ثم غاب عن البلد مرة فى ايام الفترة [كذا] وعاد فى اخر عمره وتوفى سنة … واربعين وأربعمائة.
[١١٩٢ - [أبو الحسين الفارسى]]
عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن احمد بن محمد بن سعيد الفارسى أبو الحسين الجد الثقة الأمين الصالح الصائن المحظوظ من الدين والدنيا، الملحوظ من الله تعالى بكل نعمى كان فى صباه من اولاد المياسير والثروة والنعمة والمروءة/ ١٠٦/ تقدم ذكر أبيه ابى عبد الله محمد واخيه ابى بكر احمد.
وهذا كان اتقاهم واورعهم وكان امين اهل بيته، وصاحب ودائعهم وخباياهم، لامانته وديانته، عاش فى النعمة عزيزا مكرما فى مروءة وحشمة إلى ان توفى يوم الثلاثاء وقت العصر ودفن يوم الاربعاء غد ذلك اليوم السادس من شوال سنة ثمان واربعين وأربعمائة.
١١٩٢ - العبر ٣/ ٢١٦ كمّل خمسا وتسعين سنة راوى صحيح مسلم عن أبى عمرويه وغريب الخطابى عن الفارسي.