ربّاه حجر الامامة، وحرك ساعد السعادة مهده، وارضعه/ ٩٦/ أ/ ثدي العلم والورع إلى ان ترعرع فيه ويفع.
أخذ من العربية وما يتعلق بها [اوفر حظ ونصيب فزاد فيها على كل أديب ورزق] من التوسع فى العبارة وعلوها ما لم يعهد من غيره، حتى أنسىذكر سحبان وفاق فيها الاقران، وحمل القرآن، واعجز الفصحاء اللد، وجاوز الوصف والحد.
وكل من سمع خبره أو رأى أثره فاذا شاهده أقرّ بأن خبره يزيد كثيرا على الخبر، ويبرّ على ما عهد من الاثر.
وكان يذكر دروسا يقع كل واحد منها فى اطباق واوراق، لا يتلعثم فى كلمة، ولا يحتاج الى استدراك [عثرة] مرّا فيها كالبرق الخاطف بصوت مطابق كالرعد القاصف، ينزق فيه [له] المبرزون ولا يدرك شأوه المتشدقون المتعمقون، وما يوجد فى كتبه من العبارات البالغة كنه فصاحته غيض من فيض.
جاور بمكة اربع سنين، كان اكثر عنايته مصروفا إلى تصنيف المذهب الكبير المسمى بنهاية المطلب فى دراية المذهب. سمع الكثير فى صباه من الطبقة الثانية، مثل ابى حسان [محمد بن أحمد المزكى] وابى سعد [عبد الرحمن بن حمدان] النصروي، وابى سعد [عبد الرحمن بن حسن] بن عليك ومنصور بن رامش، وابى عبد الله [محمد بن إبراهيم بن يحيى] المزكى، ثم من بعدهم، وجمع له كتاب الاربعين وسمعناه منه بقراءتى عليه.
توفى ليلة الاربعاء بعد صلاة العتمة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة [ودفن عند أبيه] وكان مولده ثامن عشر المحرم سنة تسع عشرة وأربعمائة.
[١٠٩١ - [أبو الفتح الصاعدى]]
عبد الملك بن عبيد الله بن صاعد ابو الفتح القاضى ابن القاضى ابى محمد ابن صاعد فاضل فقيه مفتى مدرس من وجوه الصاعدية سمع من الطبقة الثانية.
وتوفى كهلا ليلة الأربعاء السادس من جمادى الآخرة سنة احدى وخمس مائة.