الزيادي وعبد الله بن يوسف وأبي زكريا [المزكى] ثم طبقة أصحاب الأصم.
وسمع بالعراق من أبي الحسين بن بشران وأبي الحسين بن الفضل وأبي محمد جناح بن نذير وغيرهم وبالحجاز من [أبي عبد الله] ابن نظيف وبمكة من أبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس.
ثم اشتغل بالتصنيف فألف من الكتب ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبقه اليه أحد مثل كتاب (السنن الكبرى) وكتاب (المعرفة) و (المبسوط) و (الجامع لشعب الايمان) و (مناقب الشافعي) و (الدعوات) و (الاعتقاد) وغير ذلك من التصانيف المتفرقة المفيدة جمع فيها بين علم الحديث وعلّله، وبيان الصحيح والسقيم وذكر وجوه الجمع بين الأحاديث ثم بيان الفقه والأصول وشرح ما يتعلق بالعربية على وجه وقع من الأئمة كلهم موقع الرضا ونفع الله تعالى به المسترشدين والطالبين ولعل آثاره تبقى الى القيامة.
استدعى منه الأئمة في عصره انتقاله الى نيسابور من الناحية لسماع كتاب (المعرفة) لاحتوائه على اقاويل الشافعي على ترتيب المختصر الذي صنفه المزني بذكر المواضع التي منها نقلها من كتب الشافعي وذكر حججه ودلايله من الكتاب والسّنة واقاويل الصحابة ولآثار التي خصه الله تعالى بجمعها وبيانها وشرحها.
فعاد الى نيسابور سنة احدى وأربعين وأربع مائة. وعقدوا له المجلس لقراءة ذلك الكتاب وحضره الأئمة والفقهاء وأكثروا الثناء عليه والدعاء له في ذلك لبراعته ومعرفته وافادته.
وقرى عليه غير ذلك من الكتب للحاكم.
وكان نزوله في مدرسة سيورى بباب عزرة وكان على سيرة العلماء قانعا من الدنيا باليسير متجملا في زهده وورعه وبقي كذلك مدة ثم عاد الى الناحية في اخر عمره.
وكانت وفاته بها سنة ثمان وخمسين وأربع مائة في [عاشر] جمادى الأولى [وولادته سنة (٣٨٤) فى شعبان].
وقد فاتني السماع منه مع الإمكان لغيبة الوالد عني وظفرت بالاجازة الصحيحة منه.