للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبا القاسم القشيري في طريقته بعد أن لقي أبا علي الدقاق وطبقة الأئمة كالأستاذ أبي بكر بن فورك ثم جمع الأربعينات للأحفاد وجمع لنفسه الآحاد الالف عن ألف شيخ من مشايخ خراسان والعراق والحجاز والشام.

وكنت ممن يخصنى بالإقبال عليّ لحقوق الأسلاف ويفيدني السماع منه ومن غيره مع أولاده.

كان يحثني على معرفة الحديث والاعتناء بعلمه وحفظه ويوصيني بذلك ولم اتمكن من تحرير طرف من هذا الكتاب الذي قصدت جمعه الامن مسودّاته ومجموعاته فهي المرجوع اليها فيما أحتاج الى معرفته وتخريجه.

وقد كانت له صحبة واختصاص بالشيخ أبي الحسين عبد الغافر جدى ومداخلة وعناية بتربيه مجلسه ونصب القراءة لكتابي الصحيح والغريب المختصين به وبروايته ثم كان عليه الاعتماد في الودائع وكتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ والموقوفة على أصحاب الحديث فكانت موضوعة عنده في الحجرة في المدرسة المنسوبة الى البيهقي فكان يصونها ويتعهد حفظها ويتولى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد وغير ذلك فيقوم بتفريقها عليهم وإيصالها الى مظانها ويسعى في أوقاف مدرسة البيهقى وعمارتها وتعهد مرمّتها وقد أذن فيها سنين ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي على المأذنة وقام بذلك حسبة وسعى في ساير الخيرات.

وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها الى المستحقين والمستورين من ذوى الحاجات والارامل واليتامى واولى الضرر.

ويقيم مجالس الحديث ويقرأ عليه وكان اذا فرغ يجمع ويصنّف ويفيد شكر الله سعيه في الدين ولو ذهبت أشرح ما رأيت منه من هذه الأجناس لسوّدت أوراقا جمة وما انتهيت الى استيفاء ذلك.

وقد سمعت منه كتبا جمة منها كتاب حلية الأولياء للشيخ أبي نعيم بتمامه ومسند الطيالسي ومعجم الطبراني والأربعينات من جمعه والأحاديث الألف ومن المتفرقات ما يعسر ضبطه وحصره.

كان يروى عن السيد أبي الحسن العلوي وأبي نعيم الأسفرايني والزيادي وعبد الله بن يوسف وأبي زكريا المزكى وأبي عبد الرحمن السلمي وابن فورك

<<  <  ج: ص:  >  >>