للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالكبار من المبالغة في العناد ومطاولة الاقران من سائر الفرق حتى أدى الى ايحاش العلماء فكان ذلك غضا عن منصب حشمته الى سنيّ نيف وخمسين حتى انتهت نوبة الولاية الى السلطان الب أرسلان والوزير الميمون نظام الملك فانجلت تلك السحابة عن العدل.

وكان هذا الصدر خاليا عن العمل برهة مشتغلا بأمور نفسه مع ما فيه من الأبّهة والحشمة والنعمة.

وقد بعث رسولا الى ما وراء النهر علم [كذا] استصلاحه للأمور الجسيمة فبقى على ذلك مدة الى إبتداء الدولة الملكشاهية أدى الحال الى تفويض القضاء بنيسابور الى هذا الصدر وصار قاضي القضاة على الاطلاق وصار مجلسه للخيرات مجمعا وسن سننا صالحة في الأمور.

وعقد مجلس الاملاء عشيات الخميس في رمضان في الجامع القديم على رسم أسلافه وكان يحضر من دب ودرج من الفرق ويتقرب اليه المشايخ والأئمة بالحضور ولم يزل يرتفع أمره الى أربع عشرة سنة من إبتداء قضائه.

وكان صدوق اللهجة يحب كل من ظهر عنده صدقه ويبغض الكذب وأهله اشد البغض الى أن أدركه قضاء الله الذي لا بد لكل أحد منه بعد امتداد مرض كفّر ان شاء الله بعض ما سلف له من الخطايا التي لا يخلو الانسان عنها.

وتوفي ليلة الثلاثاء قبل الصبح الثامن من شعبان سنة اثنين وثمانين وأربع مائة وصلّى عليه ابنه القاضي الإمام الرئيس أبو سعيد في اسفل سكة العصارين ودفن في مقبرة اسلافه في تلك السكة.

وقد ولد سنة عشر وأربع مائة.

سمع الكثير عن جده عماد الإسلام صاعد وابنه القاضي أبي سعيد محمد وعمّه القاضي أبي الحسن إسماعيل بن صاعد.

وسمع من أصحاب الأصم كالقاضي الحيري والصيرفي وأبي زكريا المزكي وأبي الحسن بن عبدان وأبي القاسم السراج وأبي بكر عبد الله بن محمد السكري والإمام أبي اسحاق الأسفرايني وأبي الحسن الطرازي وابن فنجويه ثم بعد ذلك عن أبي عبد الله بن أبي اسحاق المزكي والأمير أبي الفضل بن ميكال وأبي بكر المشاط الفارسي وأبي سعد النصروي والطبقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>