وقد عقد له مجلس الاملاء بنيسابور فى المدرسة النظامية فأملى وروي على ثقة ودراية وعقب مجلس الإملاء مجلس الوعظ على وقار وتؤدة واناة وحسن ايراد الكلام الواقع في القلوب البالغ في تطييب النفوس الحاوي على الفوائد المستطابة والتبكية والحكايات بحيث وقع من الأئمة والحاضرين موقع الرضا واستدعوا منه النوبة الأخرى متضرّعين فأجاب الى ذلك، وقعد نوبا كلها على نسق واحد في الحسن والأخذ بمجامع القلوب حتى ظهر له بذلك النوع من الكلام على الأحاديث والتذكير، القبول التام بحيث كان يحسده بعض أصحاب القبول من تطابق أحواله وانتظام كلامه.
وقرأنا عليه من أحاديثه وكتبنا الامالي واستفدنا منه.
وخرج من نيسابور عائدا الى وطنه في أتم عز وجاه.
ولد سنة ست وأربع مائة ونعي اليناسنة سبع وسبعين وأربع مائة.
حدث عن حمزة السهمي وعن جماعة من أهل بيته وأعمامه وأخواله وعن القاضي أبي بكر محمد بن يوسف وغيرهم.
أخبرنا الإمام أبو القاسم الاسماعيلي، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن يوسف الشالنجي الجرجاني، أنبأنا أبو الحسن احمد بن الحسن بن ماجةالقزويني بقراءة أبي بكر الاسماعيلى عليه في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، حدثنا ابو جعفر محمد بن مندة الأصبهاني، حدثنا الحسين بن حفص، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة:
عن أبي عطيّة قال: قيل لعائشة رجلان من أصحاب النبي «ص» أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الافطار والآخر يؤخر الصلاة ويؤخر الافطار قالت أيّهما الذي يعجل الصلاة ويعجل الافطار قالوا: ابن مسعود، قالت: هكذا كان رسول الله «ص» يفعل. وأخبرنا الإمام أبو القاسم، أنبأنا أبي، أخبرنى أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا جعفر بن شاكر، حدثنا أحمد بن أبي الطيب، أنبأنا بقيّة:
حدّثني حبيب بن عمر الانصاري قال: سالت واثلة بن الأسقع قلت أصلي خلف القدريّة قال: لا تصل خلف قدري ثم قال: أمّا أنا فلو صليت خلفه لا عدت صلاتي.